نفيسة المليك أم الشهداء

أي صوت زار بالأمس خيالي طاف بالقلب وغني للكمال .... صوت نفيسه المليكً كان صادحا بالعلم والحق والفضائل في كل العهود كان صوت السودانية الأصيلة المثقفة في زمن ما كان مسموحا للمرأة ان تصدح برأيها وتقاوم النظم السياسية والإجتماعية. ففي تاريخ العالم شخصيات تاريخية مهمة رزقها الله مواهب متعددة ومميزة تختلف عن الآخرين واستطاعت تغيير حياتهم وحياة الناس المحيطين بها، وذلك من خلال ما قامت به من إنجازات مفيدة ، فحفرت أسماء أصحابها في سجلات التاريخ بإنجازاتها وبقي الناس يذكرونها ويدرسون ما قامت به حتى هذا اليوم لأثرهم القوي في تغيير جانب من جوانب الحياة ومن هنا فإن تقييمنا لأمهاتنا الرائدات وحفظنا لمكانتهن السامية أمرا بمكان التقدير والإعزاز والاحترام والمحبة واعترافا بدورهن العظيم في الحياة وعلي رأسهن أمنا نفيسه المليك وهي احدي رائدات التعليم وواحدة من أيقونات السودان والعالمين العربي والإفريقي في العطاء الثقافي والاجتماعي والمعرفي ومنارة طالما هدتنا وأهدتنا إلى السبل المنشودة لعيش حياة سوية ومتحضرة وقد عرفناها اكثر وعن قرب يوم أغتالت الطغمة الإنقاذية الفاسدة إبنها وسندها الفارس الرائد طيار اكرم الفاتح يوسف ورأينا فيها القوة والجسارة والالتزام بالوطنية السودانية الخالصة ، وتحملت استشهاد إبنها وفلذة كبدها في نبل وإباء وقوة عزيمة، وأظهرت يقينا ملأ كل البيوت المكلومة مؤكدا أن الحق سينتصر ، وأن التحضر والتنوير المعرفي والثقافي قادرين على دحر الظلم والظلمات وأن العطاء الإنساني وحده قادر على إبقاء السماحة والطيبة السودانية دائما بعيدا عن أيدي الظلمة والطغاة. وما كان ذلك ليحدث لولا التزامها الوطني وإيمانها بإن الوطن يفديه بنوه رحم الله اخونا الشهيد الحبيب اكرم الفارس الشجاع وجعل مقامه في عليين مع الأنبياء والصديقين وتحية لأم الشهداء استاذة الاجيال نفيسة المليك وامد المولي في أيامها لننهل من علمها لها كل الحب والود والخير والتقدير .